الرؤية التي طرحها الأستاذ الدكتور سعيد عقيل سراج، بأن تستعمل الدول الإسلامية النفط كسلاح حازم أمام السيطرة الغربية، هي رؤية جذابة للبحث و المناقشة.
فمن الدول الكثيرة المنتجة للنفط التي تتضمن داخل ( OPEC ) و التي أقامت مؤتمرا في المملكة العربية السعودية في الإسبوع الماضي، كانت أكثرها دول إسلامية. لكن للأسف الشديد، رغم غني الكنوز الطبيعية، لم تستطع تلك الدول الإسلامية—و إندونيسيا منها—تصعيد القوة الإقتصادية. فلم تستطع تحقيق الجودة التربوية و الصحية و غيره<>;ما.
و اشتد الحال تهكما عندما ارتفعت أسعار النفط العالمية الأن. بارتفاعها ينبغي أن تتمتع الدول الإسلامية منتجة النفط. لكن الواقع يقول قولا أخر. فتلك الدول أصيبت بارتفاع ثمن النفط تألما حتى تسقط و تهبط في جحيم الفقر. صحيح أن " OPEC " قد اهتج العالم في السبعينات حينما ولاه الملك فيصل، ملك السعودية وقتئذ. استطاع الملك فيصل أن يدبّر و يروّض أسعار النفط العالمية. لكن بعدما توفي، ولى تلك الجمعية " OPEC " سلاطين النفط من البلاد الرأسمالية الغربية، حتى لا يمتلك " OPEC " قوة التدبير و الترويض.
فبتولية البلاد الرأسمالية الغربية و شركاتها لم تتم و لم تفت قوة النفط. فقد استطاعت فينيزويلا أن تستعمل النفط كوسيلة لتنمية المجتمع و لتحرير دولتها و باقي دول أمريكا اللاتينية من فخ الرأسمالية الغربية و سيطرتها. فبامتلاك النفط و نظام الإقتصاد و قوة الثقافة، استطاعت فينيزويلا أن تصبح دولة قوية رفيهة حرة و ذات وفرة.
و كذلك جمهورية إيران الإسلامية. فقد استطاعت إيران أن تستعمل النفط لبناء دولتها بتنمية التربية و الصحة و التكنولوجيا العالية. قامت إيران مقام البلاد الأخرى حينما تدبر النفط بنفسها، و لا تتعلق بشركات النفط الرأسمالية الدولية التي استثمرت و استغلت فقط في دولة ما، دون أن تعطي و تضرب النتاج لتلك الدول المحلية.
كثير من الدول الإسلامية التي أصبحت فقيرة مسكينة و في أرضها مزارع النفط الكثيرة الغنية الواسعة الفيضانة، مثل نيجيريا و إندونيسيا. هذا أمر غريب: إندونيسيا دولة غنية النفط، لكن كانت فقيرة و تحمّلت بالديون الكثيرة.
حينما ارتفعت أسعارالنفط العالمية، هبط إندونيسيا فقيرا مخنوقا. رغم كان إندونيسيا غني النفط، لكن يستورده من الدول الرأسمالية. فلا يصبح نجيحا أو حسن الطالع. يكاد جميع مزارع النفط في إندونيسيا امتلكته الشركاء الأجنبية الرأسمالية. و لا تكون الشركة المحلية إلا وحيدة فقط، و هي "فرتامينا" أو "شركة النفط القومية". و قد سيطرت تلك الشركة الأيدي الأهلية، و تخدم تلك الشركة للأهالي دون للدولة و المجتمع.
كما أكد الأستاذ الدكتور سعيد عقيل، لا يستطيع إندونيسيا أن يستعمل النفط للأهمية الإجتماعية، لرفاهة الرعية، و لا لمقاومة السيطرة الغربية. هذا لأن النفط في بلدنا قد سيطرته الشركات الأجنبية كما كان الحال في زمان الإحتلال و الإستعمار، و بينما كان سيطر الأهليون الشركة المحلية (فرتامينا).
إذا أراد إندونيسيا أن يجعل النفط كوسيلة لمقاومة السيطرة الغربية، فيجب أن يدبر و يروض نفطه بنفسه. كثير من أبناء الدولة الذين لهم مهارة ممتازة لهذا التدبير و الترويض، و كانت للدولة رأس مال كافي. فالأن نحتاج الى الهمة العالية و الشجاعة السياسية كما قد فعل ذلك الرئيس الراحل سوكارنو حينما ولى رئاسة الدولة، الذي قام بتأميم الشركات الأجنبية المضرة للمجتمع. و كما قد قام سوكارنو، يقوم في هذا الزمان هوغا شافيز من رئيس فينيزويلا و موراليس من بوليفيا مستعدين أمام جميع المخاطر، و قد كانا نجيحين. استطاع فينيزويلا أن يدبر و يروض النفط بنفسه، فبنتاجه يستطيع أن يبنى الدولة، و به أيضا يعين فينيزويلا الولد المجاورة المحتاجة.
ينبغي للشعب أن يملك الوفارة كي يستطيع أن يأخذ الموقف السديد أمام المشاكل بشجاعة. إذ بدون الشجاعة ستسقط هذه الدولة محتلة و تتحمل بالديون. و يجب أن يولى هذه الدولة أناس عدل المنتصرين على رعيتهم، و لا يقادون بالقوة الأجنبية. إذ بذلك، يصبح النفط وسيلة لمصلحة الشعب، لتنمية التربية، و الصحة، و تقوية نظاع الدفاع، و بناء الحضارة الكبيرة.
صحيح أن لبناء الحضارة نحتاج إلى الرأس مال، و لكن أبعد من ذلك، نحتاج الهمة و الإبتكارة و الإستقلال
Terpopuler
1
Khutbah Idul Adha 2025: Teladan Keluarga Nabi Ibrahim, Membangun Generasi Tangguh di Era Modern
2
Khutbah Idul Adha: Menanamkan Nilai Takwa dalam Ibadah Kurban
3
Bolehkah Tinggalkan Shalat Jumat karena Jadi Panitia Kurban? Ini Penjelasan Ulama
4
Khutbah Idul Adha: Implementasi Nilai-Nilai Ihsan dalam Momentum Lebaran Haji
5
Khutbah Idul Adha Bahasa Jawa 1446 H: Makna Haji lan Kurban minangka Bukti Taat marang Gusti Allah
6
Khutbah Idul Adha: Menyembelih Hawa Nafsu, Meraih Ketakwaan
Terkini
Lihat Semua