بقلم عبد المنعم د.ز
كل إنسان أو جماعة يتمنى أن يتغير حياته نحو حال أحسن. كانت تلك الأمال قد تعلق بحادثة معينة سواء بأيام الأعياد، مثلا، أو بتحول الأوقات كمجيئ السنة الجديدة. فلقد جاءت السنة الجديدة مع الأمال الجديدة أيضا
في السنوات الماضية، يعبر كل تلك الأمال بالتعبير المملوء بالتفاؤل. يحتفل الناس بمجيئ السنة الجديدة بالإحتفالات العامرة الفاخرة و ربما الفاجرة. و لكن الأن اختلف الأمر. لقد تفكر و تدبر المجتمع، أن الحياة لا تسير كما ينبغى أن يتمنواها. من سنة وحيدة إلى سنة أخرى، لم تسرالحياة إلى حال أحسن، أو أسهل لهم، بل تسير إلى حال أسوأ و تصبح ثقيلة يتحمّلون بها
الأن، استيقظ و وعى المجتمع، أن تغيُّر الحياة بجميع أمالها لا يقع إلا مع الجهد المنظم و المخطط و تحقيق تلك الأمال بالإستقامة المداومة. فلا تتحقق الحياة الجديدة عندما لم نجتهد، نقدمها للوقت ثم ننام و ننتظر المعجزة تنزل من السماء. فلا تقع تلك الأمال و الحياة الجديدة أبدا، بل الذي سيقع هو البلاء
انتشر ذلك الوعى انتشارا وسيعا في المجتمع. نتمنى باتشاره أن تنبثق الروح الجديدة في قلوب المجتمع حتى يجتهدون في عملهم و حياتهم، وكانوا على ذلك صديقين أمينين. فإن غياب الأمال و خيبتها، و هدم التنظيمات، و فشل التخطيطات، إنما يقع حينما كان العاملون ليسوا بصدقين أمينين. هذا هو محور مسائلنا الأن. المسائل تنتشر ليس فقط بسبب العوامل الخارجية، و لكن بالعوامل الداخلية و الباطنية و هي عدم الصدق و الأمانة في حياتنا. فحينما غاب و افتقد الصدق و الأمانة، انتشر عدم الأمانة و الخيانة و الكذب بين بعضنا بعضا. و حينما يقع ذلك، انتشر كل بلاء المجتمع الفاسدة، مثل الجريمة و الرشوة و الصراع الإجتماعي
حينما ندبر حياتنا الواقعية، سوف نجد أن عدم الأمانة و الكذب و الخيانة قد انتشرت و تداخلت في حياة مجتمعنا من جميع الطبقات، من أسفلها حتى أعلاها. فمجتمع الطبقة السفلى، يصنعون و يبيعون الأطعمة بمزج المكونات ذات السمن الخطيرة، يطبخونها بالطريقة المجازفة، ثم يبيعونها. و مجتمع الطبقة العليا—و أكثرهم السياسيون—يعملون نفس العملية، حيث ينحرفون برامج التنمية، لا يخدمون الدولة و المجتمع إلا ما فيه مهماتهم المالية أو السياسية
يكاد كل جوانب حياتنا الإجتماعية فاسدة. كأنه لا مرجع و لا ملجأ و لا مرجى لحياتنا، و ليس لنا من نضع رجانا و أمالنا على كتفيه. الأمال لا تجيئ مفاجأة. يجوز للإنسان أن يضع أماله بعدما تم و تحقق جميع الشروط. ففي لغة الدين، يتحقق معنى التوكل بعد أن حقق العمل قبله. و كذلك سائر الأعمال، لديها قيم العبادة حينما تُعمل بالتوكل. هناك علاقة وثيقة بين الإيمان و الأعمال الصالحة، لأن الإيمان يعبر و يحقق في الوعي و العمل
بالنسبة مجيئ السنة الجديدة، سواء كانت ميلادية أو هجرية، الذي كثير من الناس يضعون أمالهم الجديدة عليه و يتمنون وجود التغير في حياتهم، فنخطّط التغير باستعداد ما قبل حاله. نحتاج إلى الخطوات السديدة كتبديل التقاليد أو السلوك القديمة الرديئة، مثل الكسل و عدم الأمانة، بالتقاليد أو الروح الجديدة، و الجهد مع الصدق و الأمانة. يستطيع الإسلام أن يصبح سببا حثيثا في هذه العملية. لماذا لا يستطيع الإسلام حينما استطاع دين أخر؟ أ ليس الإسلام يعلّم الجد و الجهد و الصدق؟
إن وجود الروح الدينية في العمل و الخدمة و الجهاد سيطفؤ الخيانة و البخل و الشخ. فحينما يصدق و يجتهد المجتمع، كانت الأمال منبزغة. فالتغير لا يحدث سريعا مفاجأ، لكن يتطور مع التطور و الدور المتسلسل الطويل و المحتاج إلى الصبر
Terpopuler
1
Khutbah Idul Adha 2025: Teladan Keluarga Nabi Ibrahim, Membangun Generasi Tangguh di Era Modern
2
Khutbah Idul Adha: Menanamkan Nilai Takwa dalam Ibadah Kurban
3
Bolehkah Tinggalkan Shalat Jumat karena Jadi Panitia Kurban? Ini Penjelasan Ulama
4
Khutbah Idul Adha: Implementasi Nilai-Nilai Ihsan dalam Momentum Lebaran Haji
5
Khutbah Idul Adha Bahasa Jawa 1446 H: Makna Haji lan Kurban minangka Bukti Taat marang Gusti Allah
6
Khutbah Idul Adha: Menyembelih Hawa Nafsu, Meraih Ketakwaan
Terkini
Lihat Semua