البسانترين كمرتكز 

بقلم: عبد المنعم د.ز

منذ بداية تاريخ حركة ضد الإستعمار في إندونيسيا التي أقامتها المسلمون، من أن طرّد أدي فاتي أونوس البرتغاليين من مضيق مالاكا في القرن 16 الميلاد—كان أدي فاتي أونوس من أحد سلاطين مملكة دماك بينتارا، أول مملكة إسلامية بجزيرة جاوة الإندونيسية. فمنذ ذلك الحين، ما زال السانتريون (المسلمون التقليديون) يقاومون ضد الحركة الإستعمارية. فقد كان المستعمرون يستولون على السلطات السياسية في إندونيسيا، و يأخذون الكنوز الطبيعية من أرضه، و يظلمون شعوبه

و أما غير السانتريين فأكثرهم يتعاونون مع المستعمرين، من برتغاليين، أو هولنديين، أو بريطانيين، حتى يابانيين. فكانوا لهم كالوكيل المحلي، أو كالجند المأجور. فليست لغير السانتريين كلمة ضد الإستعمار، و ليس هناك ربح أو نفع حينما قاوموا المستعمرين. بل قد كانوا ينتفعون بحضور الإستعمار، سواء كان النفع لهم إقتصاديا أو سياسيا. لذلك لم تجئ أي مقاومة منهم ضد الإستعمار. و لا يكون مجيؤها إلا من السانتريين

هذه الرؤية اعترفها و أكدها المؤرخ الدكتور ضاويس دكر الملقب ب"ستيابودي"، حيث يقول: لو لم يكن الإسلام في إندونيسيا، لزالت القومية الإندونيسية من هذه الجزر. ذلك لأن التيار الثقافي و الفكري الغربي جاء سريعا و مفاجئا. صحيح أن القومية ما زالت قائمة في إندونيسيا، و لكن تلك القومية قد تحولت الى ذات النزعة الغربية

و من زاوية أخرى، هناك سياسة التبشير النصراني التي أراد بها هولندا أن يجعل الدين المسيحي هو دين الأغلبية في الجزيرة الإندونيسية، و كان هذا الدين يميل إلى السياسة الإستعمارية الهولندية. بخلاف الإسلام، فسيصبح إنتشاره تهديدا لها. لأن الإسلام يقاوم أي نظام إستعماري ظالم

وكان الإسلام أيضا واظبا في محافظة الهوية القومية، حتى لا يصبح إندونيسيا مقهورا مدجونا مستهلندا. فكانت القومية و الهوية الإندونيسية باقية حتى الأن. ذلك حينما جعل السانتريون أنفسهم كمرتكز القومية