فتاوى شرعية

الإسراء و المعراج و 

NU Online  ·  Selasa, 29 Juli 2008 | 00:51 WIB

في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة إحدى عشرة من البعثة النبوية أو بعام تقريبا قبل الهجرة على الراجح،
أسرى الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم بالروح والجسد من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بفلسطين، الذي وصفه الله بالبركة، حتى فاضت من حوله، ليكون صلى الله عليه وسلم في ضيافة الله، وليشاهد الآيات، وليكرمه بعد المعاناة التي لقيها في قومه بمكة وهو يدعوهم إلى الإسلام، وقد بلغت هذه المعاناة مداها بعد وفاة عمه وزوجته وعودته من الطائف مطرودا قال تعالى ''سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير'' الإسراء1 />
وحتى يتهيأ صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة المباركة، جاءه جبريل كما روى البخاري ليلة أسرى به، فشق صدره وغسله من ماء زمزم، ثم أفرغ فيه إيمانا وحكمة وكانت وسيلة الإسراء البراق، وهو دابة، أبيض، يضع حافره عند منتهى طرفه وعندما وصل إلى بيت المقدس بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام، فأمّهم كما في رواية ابن جرير والبيهقي، وبعد صلاة ركعتين، قال صلى الله عليه وسلم ''فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن، فقال جبريل أصبت الفطرة ثم عرج بي'' أحمد

لقد أراد تعالى أن يزيد في إكرامه صلى الله عليه وسلم، فهيأ له بقدرته رحلة ثانية في ملكوت السماء هي رحلة المعراج، حيث صعد إلى السماء يستفتح جبريل ثم يسأل ومن معك؟ فيقول محمد، فيرحب به، فرأى في السماء الدنيا آدم، وفي الثانية عيسى ويحيى، وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، وفي السادسة موسى، وفي السابعة إبراهيم، ثم ذهب به إلى سدرة المنتهى، وفرض الله عليه خمسين صلاة، فلما نزل انتهى إلى موسى حيث سأله ما فرض ربك على أمتك، فأخبره، فقال له موسى: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فخفف الله عنه خمسا، ثم مازال بين موسى وبين ربه حتى كانت خمس صلوات

ورأى الآيات الكبرى التي بيّنها للناس في السنة النبوية المطهرة وقد أجمل القرآن هذه الرحلة في قوله تعالى من سورة النجم ''والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علّمه شديد القوى ذو مِرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى''

ولما أصبح صلى الله عليه وسلم ليلة إسرائه ومعراجه بعد عودته إلى مكة، أخبر قومه فكذبوه وطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس فوصفه وصفا دقيقا، ومع ذلك أصروا على تكذيبه وسألوه عن عير لهم كانت في الطريق فوصفها لهم وذكر ما حدث لهم وعندما سألوا أهل العير تعجبوا ومع ذلك لم يؤمنوا وقالوا لأبي بكر ''إن صاحبك يقول كذا وكذا'' فقال ''إن كان قاله فهو صادق'' فسمي صديقا، وكانت هذه الحادثة فتنة لبعض الناس ومنهم من ارتدّ

و باختصار أسرى المولى سبحانه وتعالى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ومن هناك عرج به إلى السماء السابعة وإلى حيث شاء الله تعالى، وكان الإسراء والمعراج في مكة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بسنة، وصرح القرآن الكريم بالإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأشار إلى المعراج، وأكدت السنة النبوية خبر الإسراء والمعراج وتأتي هذه المعجزة تكريما للرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمه وزوجته، وبعد ما أصابه في الطائف ويقصد بالإسراء الانتقال من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس ويقصد بالمعراج الصعود إلى السموات العلا وفي هذه الرحلة أطلعه الله على الآيات الكبرى

في قصة الإسراء والمعراج إظهار لمنزلة الصلاة التي فرضت ليلة عروجه من دون سائر الأركان والعبادات والشعائر وهذا يدل على شرفها وعظمتها وقد كانت آخر ما أوصى به صلى الله عليه وسلم قبل موته وهي أول ما يسأل ويحاسب عليه المرء من العبادات يوم القيامة وفي هذا بيان يكفي العاقل من المسلمين للمحافظة عليها والاهتمام بشأنها من حيث الأداء الحسن فقها، ومن حيث الأثر الحسن خلقا وسلوكا قال تعالى ''حافظوا على الصلوات'' ويقول صلى الله عليه وسلم ''مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ غمرٍ جارٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات''-مسلمو''غمر'' يعني كثير وهذا لما فيها من خير ويقول صلى الله عليه وسلم ''ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة عما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله'' مسلم

إن الصلاة شعار المسلم وعنوان النفس الزكية والسلوك الطاهر، قال تعالى ''إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر''
إن الصلاة ليست شكلية من الشكليات ولا عادة من العادات ولا تسجيل حضور، إنها مناجاة بين العبد وربه تنتج المعاملة الحسنة بين العبد ونفسه وبينه وبين الناس أجمعي ونقول لكل من ضيعها ماذا لو بقيت الصلاة مفروضة خمسين صلاة في اليوم والليلة؟ ماذا كنت ستفعل؟ ألا فأبشر أيها المصلي بأن ربك غني ذو رحمة، عندما خفضها من خمسين إلى خمس في ليلة المعراج قال ''يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة''-مسلم